كلنا نلعب نفس اللعبة ولا نعلم من هو الأحمق الذي سيصدق أولاً. يقول الطبيب إنه مرض مميت. ها هو الموت قد لاح من آخر الممر. دعك من كل الأسئلة الحمقاء التي يصيغها الخوف. أنت لست خائفاً من نتيجة الفحص التالي، ولا من الإبرة الطويلة المغروسة في ذراعك، أنت خائف من الحقيقة الوحيدة.
الموت يقف في الممر.
ما الذي تنتظره؟ نداء آخر من مدينة أخيرة لم تطل من الذكريات لأنك لم تزرها قط؟ من هو الأحمق الآن؟ أنت أم الذكريات؟ ستموت أنت وستذهب هي لتعيش في المدينة الأخيرة. ستخرج خارج رأسك وتمشي على قدمين وسط البشر في تقاطع شيبويا المزدحم، ستشرب قهوة وتحضر حفلة الجاز لعازفين مجهولين، سترتدي معطفاً وتمشي تحت المطر، وستنام بعمق بعد أن تنساك.
الموت يقف أمامك.
كلنا نلعب معه نفس اللعبة، لكنه لا يلعب معنا. لن تتشبث ذكرياتك بأي شيء يخصك. ستبيع كل ما في رأسك على ناصية محل الكتب المستعملة. أنت كتاب قديم، اصفرت صفحاته واهترأت حكايته. أنت كتاب قديم ربما لا يُطبع قط. هل مازلت تصدق نفسك وكل الأشياء؟
الموت يقوم بفحصك.
ربما لو لم يقل الطبيب ما قاله، لكنت خرجت في الصباح ولم تعد. الطائر القلق لم يسكن للحظة ولم يهبط على الأرض. لم يذهب إلى حيث أطلقته، ولم يعد. لقد ارتفع في السماء وغاب. إنها دقيقة واحدة ستمر، وبعدها لن تتذكر.
الموت يهمس لك.
يتأرجح كل شيء والذكريات تريد أن تمضي في طريقها. ستسأل ذلك السؤال “كيف سنخرج من هنا؟”، ولن يجيب أحد. لا أحد يلعب معك في نفس اللعبة.
الموت يذهب لينام على السرير المجاور.